بقلم / الباحثة ميادة عبد العال
عمليه التبادل الإعلامي الدولي تعكس أساساً الأوضاع القائمة من ثقافية وعلمية وسياسية وعسكرية وإقتصادية وإجتماعية، ولكن لا يمكن هنا التقليل من أهمية وإمكانيات الإعلام الموجه، وتأثيره وفعاليته من خلال التخطيط المحكم للحملات الإعلامية، وتكتيكات وأساليب عمله، ومتابعته ورصده للإحداث وشرحها وتحليلها.
انتقال صورة وثيقة رسمية عبر الأقمار الصناعية من جهاز فاكس موضوع في كندا إلى جهاز مماثل له موضوع في آسيا المركزية مثلاً يستغرق دقائق لاأكثر، وعبر شبكات الحاسب الآلي ثوان لا أكثر مع إمكانية تخزين وتعديل وإسترجاع وطباعة المعلومات المرسلة والمستقبلة عبر شبكات الحاسب الآلي والبريد الإلكتروني,وهنا أيضاً يبرز دور شبكة الإنترنيت العالمية، بعد أن تطور مفهوم التجارة الالكترونية، وظهور هذا المصطلح في قاموس التجارة الخارجية، في نفس الوقت مع التقدم الهائل لتكنولوجيا الإتصال، وما رافقها من تطورات هامة تؤثر على عمليات التبادل الإعلامي الدولي، والتبادل التجاري, كما تقوم البعثات الدبلوماسية المعتمدة بوظيفة إعلامية بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال إصدار النشرات الإعلامية، أو ما تتناقله وكالات الأنباء العالمية من تصريحات، أو ما تنشره الإذاعات المسموعة والمرئية والصحف والمجلات واسعة الإنتشار، التي أصبحت بمتناول الجميع بسبب التطور العلمي والتقني الهائل الذي حدث خلال تسعينات القرن العشرين، والذي سمح بإستقبال البث الإذاعي المرئي عبر الأقمار الصناعية، ومطالعة الصحف من خلال شبكات الحاسب الآلي وخاصة شبكة الإنترنيت العالمية.تعتبر مشاكل التبادل الإعلامي الدولي والإتصال والتدفق الحر للمعلومات، والتعاون السلمي بين الشعوب، من أولى المشاكل التي تصدت لها منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها، عقب الحرب العالمية الثانية. حيث أصدرت العديد من المبادرات ودعت لإنعقاد العديد من المؤتمرات واللقاآت الدولية لبحث مشاكل التبادل الإعلامي الدولي، وأصدرت الكثير من التقارير والوثائق الدولية حول هذا الموضوع,ومنظمة الأمم المتحدة بالإضافة لتناولها مشاكل التبادل الإعلامي الدولي بحثاً عن حلول ملائمة لها، فإنها تقوم بوظائف إعلامية محددة، من خلال نشر مطبوعاتها المختلفة باللغات الرسمية المستخدمة في هذه المنظمة، وتوزعها على نطاق واسع.ويعد التبادل الإعلامي في كثير من الحالات معوقاً للتفاهم الدولي، عندما لا يلتزم بالموضوعية، ويشوه الوقائع ويبرز وجهة نظر دون أخرى، وكثيراً ما يضع جوانب الموضوع التي تفيده فقط، ويتعمد التشويه خدمة لطرف واحد من أطراف الصراع، مهاجماً أو مواجهاً الطرف الآخر من الصراع الدائر. بطريقة يتم فيها إحتكار تفكير الإنسان، وتوجيهه دون إرادة منه، من خلال مفاهيم تحتوي على جانب واحد من الحقيقة، ويفسر ذلك بأن التبادل الإعلامي الدولي، بالأساس هو وسيلة من وسائل تنفيذ السياسات الخارجية للدول، وبالتالي فهو يسعى لخدمة هذه السياسات والتفاعل من أجل ذلك مع الوسائل الأخرى لخدمة تلك السياسات، ومن هنا نفهم واقع سوء توزيع مصادر الأنباء والمعلومات في العالم، عندما توظف الدول المتقدمة إمكانياتها الإقتصادية، وتقدمها العلمي والتكنولوجي في خدمة سياساتها الخارجية، الأكثر نضجاً من غيرها في الدول الأقل تطوراً، ويبرز الواقع أيضاً أن هذه الدول المتقدمة والغنية، تتحكم بوكالات الأنباء المؤثرة والرئيسية المسيطرة على توزيع الأنباء في العالم، بالإضافة إلى محطات الإذاعة والتلفزيون وشبكات الكمبيوتر العالمية، والصحف والمجلات المنتشرة على نطاق عالمي، ووسائل الإتصال الحديثة وشبكة الأقمار الصناعية المخصصة للإتصالات ونقل البث الإذاعي والتلفزيوني.